في أقل من دقيقة من بداية آخر مباراة للجزائر في تصفيات كأس العالم ضد أوغندا، كان رياض محرز ينفذ واحدة من حركاته المفضلة. خطوات سريعة، هبوط خفيف للكتف، ومن ثم انطلاقته السريعة إلى داخل الملعب باستخدام قدمه اليسرى المفضلة.
بالطبع، كان الأوغنديون يعرفون هذه الحيلة جيداً. سرعان ما توافد لاعبان دفاعيان للضغط على محرز: أصبح محرز لاعباً ضد ثلاثة. لكن محرز لطالما كان يثبت نفسه كـ “هوديني” في المساحات الضيقة، ولذا، باستخدام لمسة خفيفة لأسفل قدمه اليسرى على الكرة، تمكن من كسب بضعة سنتيمترات ثم مرر كرة قصيرة إلى هشام بوداوي.
لكن للأسف، لا يمتلك بوداوي نفس مهارة محرز في إرسال العرضيات الدقيقة. ومع ذلك، تفاعل الجمهور الذي امتلأ به ملعب حسين آيت أحمد، وقفوا جميعاً من مقاعدهم في تلك اللحظة. كانوا قد جاؤوا للاستمتاع باللحظة، بعدما ضمنت الجزائر تأهلها إلى كأس العالم الصيف المقبل قبل خمسة أيام فقط، حيث سجل محرز هدفاً وصنع هدفين في الفوز 3-0 على الصومال. كما قال المدرب فلاديمير بتكوفيتش: “أجاب محرز على منتقديه بأداء رائع.”
ومع ذلك، قد يكون هذا آخر موسم طويل لرياض محرز في الفريق الوطني الجزائري. فبينما يواصل قائد المنتخب التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي، يستعد جيل جديد من اللاعبين الشباب لقيادة الجزائر في المستقبل. على الرغم من أن محرز لا يزال يملك القدرة على التأثير في المباريات الكبرى، فإن تراجع مستواه مع مرور الوقت قد يفتح المجال لمواهب جديدة للظهور.

من بين هؤلاء اللاعبين الذين يُتوقع لهم أن يحملوا عبء المسؤولية في المستقبل القريب، هناك العديد من الأسماء اللامعة في صفوف المنتخب الجزائري، مثل إسماعيل بن ناصر ويوسف بلايلي، بالإضافة إلى اللاعبين الواعدين في الدوري المحلي. هؤلاء اللاعبين، الذين يتمتعون بمهارات فنية عالية، قادرون على تقديم أداء مميز وتحقيق نتائج مشرفة للمنتخب في البطولات المقبلة.
إن التحول الجيلي الذي تشهده الجزائر يعد فرصة لتعزيز المنتخب بأسماء جديدة تتسم بالحيوية والقدرة على التجديد. ورغم أن محرز سيبقى علامة فارقة في تاريخ المنتخب الجزائري، إلا أن الفريق على أعتاب مرحلة جديدة تستدعي ظهور قادة جدد يمكنهم أن يحملوا الراية ويكملوا المشوار.
المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالتحديات، لكن من الواضح أن الجزائر ستظل في طليعة كرة القدم الأفريقية بفضل هذه المواهب الشابة التي أصبحت جاهزة لتولي الدور القيادي داخل الملعب. وكلما كان هناك تجديد في الفريق، يظل الأمل قائماً في استمرار تألق المنتخب في المحافل الدولية.